الهيكل التنظيمي واهميته




الهيكل التنظيمي:

لقد شغل موضوع الهيكل التنظيمي مساحة هامة في الفكر الإداري والتنظيمي، ولايزال يحظى بإهتمام متزايد من قبل المفكرين والاستشاريين والمدراء، ذلك لأنه يعد وسيلة حيوية لمساعدة المنظمات في انجاز اعمالها وتحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية لكونه متغيرا رئيسا يؤثر في العديد من المتغيرات والجوانب التنظيمية لأي منظمة (حريم والخشالي،144:2006)، ويعد الهيكل التنظيمي نتاجا لعدة خيارات تضعها المنظمة من اجل السيطرة على الموارد والافراد فهناك هياكل مختلفة تتيح للمدراء السيطرة على الموارد والافراد بأساليب مختلفة وبما ان المنظمة متكونة من مجموعة من الافراد يعملون معا من اجل تحقيق الأهداف المرغوبة، فالأفراد داخلها سيمارسون العمل بطريقة عشوائية ما لم تكن هناك آلية للتنسيق والسيطرة، ومن هذا المنطلق يبدأ الدور الحقيقي للهيكل التنظيمي، فهو يوفر شكلا متماسكا للتنظيم، ويحدد تقسيم العمل، والوحدات التنظيمية، ونشاطات المنظمة، والعلاقة بينهم، فضلا عن انه يعكس هرم السلطة وتدرجها ويعكس علاقة الارتباط بين الرئيس والمرؤوس، ويتعدى ذلك الى تحديد درجة المركزية واللامركزية. (العنزي والذيابي،6:2013) 

ان جميع المنظمات تعمل لتحقيق اهداف معينة، فتقوم بتقسيم هذه الأهداف وصولا الى المهام كأساس للعمل، ويتم تجميعها في وظائف والوظائف في إدارات والإدارات في اقسام (قسم التسويق، قسم المبيعات، قسم الإعلان، .....) ومن خلال ذلك يتشكل الهيكل التنظيمي، فالمنظمات عموما تتكون من ثلاث أجزاء رئيسية (الموارد البشرية، التكنولوجيا، والهيكل التنظيمي)، فمن اجل تحقيق الأهداف تحتاج الى تقسيم العمل بين العاملين ومن اجل هذا تحتاج للهياكل التنظيمية، لأنها توفر إطارا للسيطرة والإدارة والرقابة، وفي الواقع ان الهيكل التنظيمي هو الذي يعمل على تحقيق الأهداف، لذلك يحتاج المديرون الى ادراك ضرورة الهيكل التنظيمي وضرورة تصميمه (صادق،12:2016)، ويشير(العنزي،241:2015) الى ان الهيكل التنظيمي "عبارة عن مجموعة أساليب علمية يتم من خلالها تنظيم الاعمال في مهام واجراء التنسيق فيما بينها لتحقيق اهداف المنظمة"، كما يشير اليه (القريوتي،50:2008) "بأنه الطريقة التي يتم من خلالها تنظيم المهام، وتحديد الأدوار الرئيسة للعاملين، وتبين نظام تبادل المعلومات، وتحديد اليات التنسيق، وانماط التفاعل اللازمة بين الأقسام المختلفة والعاملين فيها" ونجد ان جميع التعاريف السابقة تنص على ان الهيكل التنظيمي يعمل على توزيع الوظائف والمهام بين العاملين، وبيان المسؤوليات والعلاقات بين الوظائف، كما تجتمع جميعها على ان عناصر الهيكل التنظيمي تتمثل بـ ( الافراد، والجماعات، الوظائف والمهام، التسلسل الهرمي، السلطة والمسؤولية)، واستنادا الى ما سبق فقد عرفت (صادق،12:2016) الهيكل التنظيمي بأنه "نظام معقد يبين كيفية توزيع الافراد والمهام وتحديد العلاقات بين الوحدات والوظائف المختلفة وبيان السلطات والمسؤوليات وهو الذي يبين شكل المنظمة".

أهمية الهيكل التنظيمي:

أكد العديد من الباحثين والمفكرين على أهمية الهيكل التنظيمي وما يلعبه من دور حيوي في إدراك المنظمة وبلوغها غاياتها وأهدافها بكفاءة وفاعلية وأهميته في ضمان التكيف والموائمة بين مكونات ومتغيرات بيئتها الخارجية، وضمان التدفق الفعال للعمليات المختلفة. (العنزي والذيابي،7:2013) 
يتكون الهيكل التنظيمي من توقعات للأداء وقواعد للسلوك ويبين كيفية انجاز كل مهمة، وفي الوقت نفسه نجد ان هذا الهيكل لا يعطينا معلومات مباشرة حول تصرفات وسلوك أعضاء المنظمة، إذ انه لا يقدم سوى مبادئ توجيهية، وبالرغم من ذلك فهو يعتبر نقطة البدء في تحديد شكل المنظمة ويساعد في تحليل عملياتها، كما يصمم الهيكل التنظيمي لمنع الفوضى داخل المنظمة ولتنظيم العلاقات في العمل وتسهيل قنوات الاتصال كما يساعد افراد المنظمة على فهم بيئة العمل بالشكل الذي يمنع الارباك في المنظمة (صادق،12:2016) 

ويحدد الهيكل التنظيمي نقطة البداية في تحديد شكل المنظمة، ويساعد على تحليل عملياتها، فتأثيرات الهيكل التنظيمي لأية منظمة ليست مقتصرة على رفع الإنتاجية والكفاءة الاقتصادية، بل يتعدى ذلك التأثير الى رفع المعنويات، وتحقيق رضا العاملين في المنظمة، فالهيكل التنظيمي إذاً يجب ان يصمم لذلك الغرض من اجل تشجيع المشاركة الفاعلة لأعضاء المنظمة وتفعيل الأداء التنظيمي، وتحديد النشاطات والعلاقات داخل المنظمة، بما يخلق نوعا من الاستقلالية لدى أعضاء المنظمة الذين يقع على عاتقهم العمل، فالأفراد يشكلون جزءاً أساسياً مؤثراً في أداء وعمل المنظمة، فالتغير الجديد لعمليات المنظمة ونجاحها في تحقيق أهدافها، يعتمد بصورة أساسية على سلوك العاملين في الهيكل التنظيمي، والذي يضفي على المنظمة شخصية معنوية وشكلا فريداً خاصاً بها، ومن هنا تتجلى أهمية الهيكل التنظيمي لتأثيره المباشر في أداء المنظمة وكفاءتها، ولكونه عنصرا اساسياً وحيوياً في مكونات المنظمة الأساسية، فهو المسؤول عن بلورة شكل وتنظيم المنظمة، ويمكن عن طريقه تمييز المنظمات عن بعضها البعض لكل منها هيكل تنظيمي خاص بها.(العنزي والذيابي،7:2013)



المصادر:

  1. العنزي، سعد علي، (2015)، نظرية المنظمة، مفاهيم – مداخل – عمليات، نشر وتوزيع مكتبة السيسبان، بغداد، العراق
  2. القريوتي، محمد قاسم، (2008)، نظرية المنظمة والتنظيم، الطبعة الثالثة، دار وائل للنشر، عمان، الأردن
  3. العنزي، سعد علي، والذيابي، سمير حلو، (2013)، خصائص ونمط الهيكل التنظيمي لمكاتب المفتشين العامين، مجلة العلوم الاقتصادية، مجلد 19، العدد 72، بغداد، العراق
  4. حريم، حسين محمود، والخشالي، شاكر جار الله، (2006)، أثر أبعاد الهيكل التنظيمي في بناء المعرفة التنظيمية، دراسة ميدانية في المستشفيات الأردنية الخاصة، مجلة الزرقاء للبحوث والدراسات، المجلد 8، العدد 1، عمان، الأردن
  5. صادق، مروة جعفر، (2016)، تأثير الثقافة التنظيمية في ابعاد الهيكل التنظيمي، بحث ميداني في ديوان وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، مجلة كلية مدينة العلم الجامعة، المجلد 8، العدد 1

Post a Comment

أحدث أقدم